تثير الحرب فينا مشاعر مختلفة وبدرجات متفاوتة. للتعامل معها قد يميل بعضنا للهروب، الإنسحاب، الإنعزال والتقليل من التواصل مع الآخرين. وهي استجابة طبيعية تنبع من حاجتنا لحماية أنفسنا في الأزمات ومن شعورنا الداخلي بالخوف والوحدة. لكن من المهم أن نتذكر أن للوحدة والإنعزال تأثيراً سلبياً على صحتنا النفسي والجسدية وللعلاقات الإجتماعية دوراً كبيراً في تعزيز الصمود والصحة النفسية، خاصة في أوقات الحروب والأزمات.
فالإنسان بطبعه كائن إجتماعي يعتمد على التواصل مع الآحرين للبقاء والتقدم والشعور بالأمان. كما أن الروابط الإجتماعية مهمة لصحة الدماغ والصحة النفسية فهي تُفرز هرمون الدوبامين الذي يتحكم بشعورنا بالمتعة والسعادة. بالاضافة الى ذلك، يزيد هرمون الأوكسيتوسين المسؤول عن الشعور بالحب والترابط عندما تتجمع النساء مع بعضهن.
وفي هذه الفترة الصعبة، تواصلنا مع العلاقات الإجتماعية في محيطنا مهم جداً لتعزيز صمودنا وصحتنا النفسية، في الغالب سيشاركوننا نفس المشاعر والتجارب، بذلك حديثنا معهم سيساعدنا على الشعور بالراحة، بأننا لسنا وحدنا، وأن لدينا من نشاركه ونلجأ له للمساعدة عندما نحتاج.
وجودنا في مساحات امنة تُمكننا من التعبير والمشاركة بشفافية دون حُكم، مهم جداً لتجاوز هذه الفترة الصعبة والتعامل معها بشكل أفضل.وحتى عندما يكون التعبير عن مشاعرنا ومخاوفنا بالكلمات صعباً، مجرد وجودنا حول أشخاص في مساحات ومجموعات امنة، نظرات الأعين، تلامس الأيدي والعناق دور كبير في تحسين صحتنا النفسية وتعزيز شعورنا بالأمان، الصمود والانتماء.
تُضعف الوحدة جهازنا المناعي وتُحفز هرمونات تزيد الشعور بالتوتر والقلق، وفي هذه الفترة الصعبة قد تزيد الأسئلة الوجودية حول المستقبل، الهوية، الوطن، المجتمع والمبادئ الشخصية وغيرها. تفكيرنا المستمر في هذه الأسئلة وحدنا سيُبقينا في حلقة مُفرغة من القلق، بينما مشاركتها مع محيطنا والأشخاص حولنا سيساعدنا على التفكير فيها بشكل أعمق والتوصل إلى استنتاجات ذات معنى وحلول وأدوار فعالة يمكننا تطبيقها.
بإلإضافة إلى الأسئلة الوجودية، كثير منا يمضون الكثير من الوقت في متابعة الأخبار وتصفح وسائل الإجتماعي التي قد تعرضنا لمشاهد صعبة ومرعبة يمكن أن تسبب الصدمات النفسية. لذلك من المهم مُعالجتها مع الآخرين، الحديث عنها وعن المشاعر والأفكار التي تُثيرها وعدم التعامل معها وحدنا.
كيف نتغلب على الشعور بالوحدة ونبدأ بالتواصل مع محيطنا لتعزيز الصحة النفسية؟
سنقدم لكِ بعض النصائح في المنشور التالي… اضغطي هنا