“بكره اكل. بحس الاكل ما في منه فائدة ، ممل ، مزعج . الحاجة نفسها للاكل مبينة الي سخيفة. أنا باكل لما أكون جوعانة، بس دائمًا بحس ان لما ما اكل  بكون افضل.”

اضطرابات الطعام،

تُعرف اضطرابات الطعام على أنها أمراض نفسية تتميز بسلوك غذائي سيئ بدرجة قصوى. وهي موجودة في جميع شرائح المجتمع وتتميز بالانشغال القاهر في الطعام ووزن الجسم، صعوبة التمييز بين الجوع والشبع وصعوبة التعرف على الاحتياجات والتفرقة بين المشاعر العاطفية والشعور الجسدي بالجوع. النساء اللاتي يعانين من اضطرابات الطعام يصفن أنفسهن كأنهن غير قادرات على السيطرة على سلوكهن فيما يتعلق بالطعام ويبلغن عن دافع غير قابل للسيطرة للأكل يتجلّى عن طريق قوة خارجية تفوق سيطرتهن الواعية.

“مراهق في إسرائيل” هو جزء من بحث عالمي أُجري في عام 2004. في جميع الدول التي تمت دراستها، وُجِدَ أن معدل التبليغ عن عدم الرضا عن مبنى الجسم أعلى بشكل ملحوظ بين الفتيات، وأن الفجوات الجندرية تتسع مع تقدم العمر. أيضًا، نسبة التبليغ عن اتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن أعلى بكثير بين الفتيات، والفجوة الجندرية تتسع أيضًا مع التقدم في العمر (هيرال، مولكو، وتيلينغر، 2004).

من الاستطلاع التابع لبلادنا يتبين أن 24 في المئة من الفتيات بعمر 11 سنة، و36 في المئة من الفتيات بعمر 15 سنة، يرون أنهن سمينات جدًا. حوالي خُمس المراهقين في البلاد يخططون لاتباع حمية غذائية لإنقاص الوزن، ونسبتهم بين الفتيات (حوالي 27 في المئة) أعلى بشكل ملحوظ من نسبتهم بين الفتيان (حوالي 12 في المئة). العديد من الفتيات ذوات الوزن الطبيعي يعتقدن أن لديهن زائد وزن ويسعين للوصول إلى وزن جسم أقل من المطلوب. فقط حوالي 35 في المئة من جميع الفتيات أبلغن بأنهن لم يتبعن حمية غذائية لإنقاص الوزن خلال السنة التي سبقت الاستطلاع، وحوالي 25 في المئة من جميع الفتيات في البلاد يشعرن بأنهن سمينات جدًا حتى ولو لم يتبعن نظام غذائي لانقاص الوزن

אסד עזי, ציור

الفتيان والفتيات يتبعون أساليب مختلفة لفقدان الوزن. حوالي 37 في المئة من الفتيان وحوالي 57 في المئة من الفتيات في سن 15 سنة أبلغوا أنهم قد تخطوا وجباتهم لفقدان الوزن. حوالي 15 في المئة من الشبيبة (كلا الجنسين في هذه المجموعة العمرية) أبلغوا أنهم امتنعوا عن الطعام (صاموا) لفقدان الوزن. حوالي 50 في المئة من الفتيان وحوالي 75 في المئة من الفتيات أبلغوا أنهم يأكلون أقل حلوى. حوالي 12 في المئة من الفتيان وحوالي 11 في المئة من الفتيات أبلغوا أنهم تقيأوا كوسيلة لفقدان الوزن. وحوالي 10 في المئة من الفتيان وحوالي 7 في المئة من الفتيات أبلغوا أنهم استخدموا حبوب للتخسيس أو للاسهال. فقط 14 في المئة من جميع الشبيبة في كلا الجنسين في هذه المجموعة العمرية أبلغوا أنهم كانوا في نظام غذائي تحت إشراف محترف. (هرئيل, 2004)

الحمية الغذائية غير المتوازنة في سن المراهقة قد تؤدي إلى نقص تغذية حاد  وتعرض المراهق/ة للاضطرابات العصبية ومشاكل التركيز والانتباه واضطرابات النوم، تأخير في النمو واكتئاب وتأخير في النمو الجنسي وعند الفتيات أيضًا اضطرابات في الدورة الشهرية. الضغط لتحقيق وزن جسم أقل  من المقبول قد يؤدي إلى سلوكيات غذائية متطرفة لدرجة اضطرابات في التغذية وسلوك معادي للمجتمع.

اضرابات الطعام الاساسية

فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa)

يعرّف على أنه اضطراب نفسي واضطراب في التغذية الذي تعاني منه بالأساس فتيات في أعمار 11-20، ويتجلى في خوف عميق من الزيادة في الوزن والرغبة القصوى في التخلص منها، ويسيطر ذلك على الأفكار ونمط الحياة. يتميز فقدان الشهية العصبي بتناول كميات محدودة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة، ويكون وزن الجسد  أقل ب 85٪ من الوزن المقبول وفقًا للمعايير التي تعتمد على العمر والطول والوزن، ويتم رفض الحفاظ على وزن جسم طبيعي. النساء المصابات بفقدان الشهية العصبي يشعرن بأنهن يتحكمن في أجسادهن ويعبّرن عن خوف شديد من زيادة الوزن (“فوبيا الوزن”) حتى إذا كن يعانين من نقص الوزن. على الرغم من أن رشاقتهن واضحة للعيان، ينظرن إلى أنفسهن على أنهن سمينات وينكرن المخاطر الصحية الناجمة عن فقدان الوزن الشديد. المشاكل الشائعة للتعرض للتجويع الذاتي هو الأنيميا ومشاكل الهيكل العظمي وتباطؤ معدل ضربات القلب ومشاكل في الجهاز الهضمي والتهابات الكبد وتراجع النبض والتهاب القولون. هذا المرض شائع بنسبة عشرين مرة أكثر لدى النساء مقارنة بالرجال.

النهام العصابي (Bulimia nervosa):

يعرف النهام العصابي على أنه اضطراب في الأكل يتميز بـ “الشراهة الهَوَسِيَّة” وينتهي بـ “التَّطَهُّرِ”. ويتميز هذا الاضطراب بنوبات متكررة ومتغيرة من الأكل بشكل هائل ومبالغ فيه بشكل مُفرِط لفترة معنية قد تمتد (على الأقل ساعتين) وبإحساس فقدان السيطرة على كمية الطعام المتناولة وفقدان قدرة التوقف عن الأكل. المصابات بهذا النوع يحاولن تجنب زيادة وزنهن من خلال سلوكيات تعويضية (عن الشراهة الهوسية) مثل القيء المتعمد، واستخدام مساعدات للاسهال، حقن، والصِّيَام، والتَّمارين المُفرَطة. العواقب الصحية الشائعة بين النساء المصابات هي الأضرار الناجمة عن القيء مثل تلف الأسنان، ومشاكل في المريء والجهاز الهضمي، وتباطؤ معدل ضربات القلب، واضطرابات في ضغط القلب.

اضطراب نهم الطعام (Binge Eating Disorder):

النساء المصابات باضراب نهم الطعام يُبَلِّغْنَ عن نوبات متكررة ومتغيرة من الأكل السريع لكميات كبيرة من الطعام أكثر بكثير من الكميات التي يأكلها معظم الناس في نفس الفترة وفي نفس الظروف. هن يشعرن بفقدان السيطرة على الأكل أثناء الحدث وعدم القدرة على التوقف أو السيطرة على كمية الطعام المتناولة، حتى يشعرن بالشبع وعدم الارتياح البدني. اضطراب نهم الطعام عادةً يحدث بشكل فردي ويرافِقُ شعور بالحرج والذنب وشعور بالنفور من الذات. هناك نساء يُبَلِّغْنَ عن شعور بالاكتئاب بعد الأكل المبالغ فيه وعن ضائقة عاطفية ونفسية. العواقب الشائعة بين النساء المصابات باضطراب نهم الطعام هي نتيجة زيادة الوزن ويُطلق عليه “متلازمة الأيض “، وتتمثل في الإصابة بالسكري و بأضرار للقلب والأوعية الدموية.