كثيراً ما نسمع عن اضطراب ما بعد الصدمة PTSD نتيجة التعرض لحوادث مؤلمة، لكن هل سمعتم عن نمو ما بعد الصدمةPost-traumatic growth?

في سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي، بحث العلماء تيديشي وكالهون أشخاصاً عاشوا حدثاً صادماً خلال حياتهم، ووجدوا أنه على الرغم من أننا نسمع طول الوقت عن اضطراب ما بعد الصدمة PTSD، هو في الواقع ظاهرة غير منتشرة كثيراً!

حوالي 8% فقط من الأشخاص الذين تعرضوا لصدمة، يعانون لاحقاً من اضطراب ما بعد الصدمة. بينما حوالي 70-60% منهم ينمون بعد الصدمة (Post Traumatic Growth)، حيث يكون الحدث الصادم محفزاً للنمو، التغيير الإيجابي والازدهار على المستوى الشخصي والاجتماعي وإضافة معنى اخر للحياة.

من المهم أن نتذكر أن مصطلح اضطراب ما بعد الصدمة PTSD يتم استخدامه بشكل مبتذل ومبالغ به. حيث للصدمات أشكال واثار مختلفة، ولتشخيص شخص بالمعاناة من اضطراب ما بعد الصدمة، يجب أن ينتهي الحدث الصادم أولاً، ثم مراقبة سلوكيات وردات فعل الشخص لمدة أكثر من شهر.

نعم، جمعينا صُدمنا ونُصدم من الحرب ومن مواقف عدة خلال حياتنا، لكن هذه الصدمة لا تعني بالضرورة اضطراباً نفسياً أو صدمة بالمستوى النفسي، وعادة ما نتعافى منها بمرور الحدث الصادم، بل وننمو منها على المستوى الشخصي، العاطفي والاجتماعي. ما يعني أن أغلبنا سيكون أقوى وأكثر تقديراً لأنفسنا وعلاقاتنا وحياتنا بعد انتهاء الحرب!

اثار نمو ما بعد الصدمة

  • ارتفاع شعور الاكتفاء الذاتي، الرضا عن النفس والتواصل مع الذات.
  • النمو الروحي، والاتصال بالهدف والمعنى.
  • تقدير الحياة والشعور بالامتنان العام.
  • الانفتاح لفرص جديدة وابتكارها.
  • تعميق العلاقات مع الاخرين.