إذا أغمضْتِ عينَيْكِ للحظة، يمكنك بسهولة أنْ تتذكري نفسك في هذا العمر. كما لو كان هذا بالأمس.
هل كانت هذه الفترة بالنسبة لك مليئة بالإكتشافات والتجارب المثيرة والعواطف القويّة؟ أو أنَّكِ رُبَّما تتذكرِينَ منها فقط الإرتباك والتعقيد في الغالب؟ ولربما شعرْتِ حينها أنَّ كلَّ شيء صعبٌ ومستحيلٌ على الإطلاق، لدرجة أنَّك لا تُرِيدِينَ أنْ تتذكَّري هذه الفترة من جديد؟ وربما كلاهما معاً.
تواجه الفتيات في جيل المراهقة تحديات كبيرة، وفي أيامنا هذه، تواجهن أيضاً تحديات جديدة وكبيرة تتعلَّق بشبكة الإِنترنت.
توفر شبكة الإِنترنت معلومات شاملة وموثوقة، هامَّة ومتاحة بنقرة زر واحدة. كما تعرض عدداً كبيراً من الثقافات والرسائل (حول الجسد والجنس والجنسانية، وما إلى ذلك)، وتوفر خياراً يتيح التشاور والحصول على الدعم دون الكشف عن الهوية والتسبب بالإحراج.
لكن يمكن أن تعرض لَهُنَّ شبكة الإِنترنت أيضاً معلومات خاطئة أو مُضَلِّلَة، رسائل مسيئة، إغراءات ومخاطر، بالإضافة لإمكانية الإنكشاف أمام مراهقين (وأحيانًا بالغين) قد يؤذونَهُنَّ ويستغلونَهُنَّ.
من المستحيل اليوم الحديث عن الجنسانية وجيل المراهقة دون الحديث عن تأثيرات شبكة الإِنترنت. وكذلك من المستحيل التحدث مع فتياتنا عن فوائد ومخاطر العالم الإفتراضي المتعلقة بالجنسانية دون الخوض معهن في احتياجاتهن وما يمرون به خلال فترة المراهقة.إذا أردنا أن نكون بجانبهن ومن أَجلهن، يجب الجمع بين الأمور وعلينا أَنْ نكون مدركات للمساحة الكبيرة التي يشغلها الفضاء الإفتراضي في حياة فتياتنا المراهقات. هذا الفضاء الذي يحتوي على بيئة الإنترنت وعلى شبكات التواصل الإجتماعية، بالإضافة لخطاب الجنسانية المستمر، بجوانبه الإيجابية والسلبية. من خلال هذا الدليل، سنحاول مساعدتك في إيجاد الطريق إلى نفسك وإِلى الحوار مع إبنتك. مع تقديم بعض النصائح العمليّة